الجمعة، 1 أكتوبر 2010

القصاصة 4

بسم الله

هذا ما تشرفتُ بتدوينه عن سيدة نساء العالمين عليها السلام في يوم ميلادها العظيم من السنة الماضية
*************
الجزء الأول :

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
السيدة فاطمة "ع" والوسطية

  إن المتصفح لحياة السيدة الطاهرة الجليلة فاطمة الزهراء (عل) يكتشف بشيء من التأمل والنظر شيئاً عجيباً في حياتها المقدسة ؛ ألا وهو مرتبة الوسطية التي شرفها الله تعالى بها !
  فهي – أرواحنا لها الفداء – واسطة العقد من كل شيء. حيث توسط أصحاب الكساء عليهم السلام ، وبها يُحكم الله رباط نوره المتمثل في أشرف الخلق نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ،ثم أمير المؤمنين (ع) ثم السبطين ( ع) . ليكون مكانها من هذه المعادلة الإلهية البديعة كقطب الرحى الذي كانت تديره بيدها الشريفة .

   وهي تفاحة الجنة كما عبر عنها والدها – صلى الله عليه وآله وسلم – التي جمع الله –سبحانه – فيها خيرات الدنيا والآخرة ، وركز في قلبها الطاهر عطور الفردوس الأعلى ؛فانتقل هذا العطر الإلهي المركز من جنان الخلد عبر صلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورحم السيدة خديجة ( ع) الطاَهِرين ...ويهبط بسلام إلى الأرض لتحل بركتها السماوية في نسل خالص مُخلَص لم يخلق الله تعالى له مثيلاً , وينشر من خلاله وعبر أحد عشر إماماً – هم ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من علي وفاطمة (ع)-  عطر الجنان الخالدة التي يرفع الله بها خلقه ويسمو بهم إلى الغاية القصوى من خلقهم ...ألا وهي تحقيق العبودية الخالصة له عز وجل في أرضه وسمائه :  (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ) ....
   وهي عليها السلام كوثر الدنيا والآخرة ...فبواسطتها حفظ الله السلالة النبوية الشريفة ، ومن قلبها الطاهر أجرى الله في شرايين الأكوان ماء الكوثر الزاخر بالعطاء والذي يمتد بفروعه تحت كل غرفة من غُرف الجنة ، ويصل بزخمه المتفجر إلى كل قلب ليطهره من أردان عبودية لا توحد الإله الحق ...فينقي هذا الماء السماوي النفوسَ التي تَرِدَه من عبودية الأنا وترتوي القلوب والعقول من تلك المياه المقدسة في الدنيا ...وتشرب من معينه الصافي بعد ذلك يوم القيامة من حوض الكوثر ومن كف أمير المؤمنين (ع) بعد أن تنال شفاعة سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وآله وسلم وبرضا ابنته الصديقة ( ع) .

***************

وشكراً

ليست هناك تعليقات: